الاسلام و الدولة و الدين
8/5/2012
To: anc@anc.tn
الإسلام و الدولة و السياسة
العلمانية أو العلمنة صفة تتصل بكل ما هو زمني أو علماني .
العلمانية تعني مبدأ الفصل في الدولة بين المجتمع المدني و المجتمع الديني ، وهو توجه مدني بمعنى نظام جديد ظهر و تطور بأوربا الغربية منذ القرن 16 كان الهدف منه ابعاد الكنيسة عن ممارسة السلطة السياسية أو الإدارية ؛ و خاصة في ما يتعلق بتنظيم التعليم .
خلال حياته ، النبي عيسى ظل رسولا و لم يتحول مطلقا إلى رجل سياسة ، فلم يؤسس لدولة ، لا هو ، و لا أصحابه ( الحواريون ) الدين خلفوه } لمتابعة الرسالة المسيحية و لمواصلتها.
لا رهبانية في الإسلام ، و لا وجود لكنيسة كما كان الحال في أوروبا العصور الوسطى ( و مجتمعنا غير مجتمعهم ) و لا كهنة ( إكليروس ) في الاسلام كما هو حال العالم المسيحي ؛ فرجال ديننا مدنيون ، و هم رجال علم و ليسوا بوسطاء بين العبد و خالقه ، و لا يعيشون في تجمعات مغلقة
الفهم الخاطئ في تطبيق
تعاليم الدين المسيحي هي من وضع رجال الكنيسة
النبي عيسى ظل رسولا و لم يتحول أبدا إلى رجل سياسة و لم يؤسس لدولة ، لا هو لا ر أصحابه ( الحواريون )
دور المسيحية السلطة الدينية للكنيسة
تدخل رجال الكنيسة في الميدان السياسي جاء نتيجة لغياب الدولة و تعويضا لساطتها المفقودة .
العلمانية كفكرة و كنظام لا يمكن لها أن تستقيم في ديار الاسلام ، فهي غريبة عنه و لا نقدر على زرعها في كيانه ( تطعيم الجسم الغريب و ظاهرة الرفض )
الرؤية الغربية المعاصرة و المعادية للإسلام من حيث جوهرها لا تختلف كثيرا عما كانت عليه خلال فترتي التاريخ القديم و التاريخ الوسيط ، فهي ترى فيه خطرا يهدد بإرباك التوازن الجغرافي السياسي الموجود و بالتالي فقدانها للسيطرة العالمية على المعمورة .
و في هذا الإطار تتنزل رغبة الغرب في فرض منوالها " العلماني " و تمريره داخل العالم الاسلامي بالسم الديمقراطية ، في حين أصبح هو اليوم عنوان العولمة ، المؤسس لها منذ القرن 16 ميلادي .
خلال تاريخه الطويل ، شهد الغرب المسيحي ، مجتمعا و دولة و كذلك العالم الاسلامي خلافات و أزمات عدة تتصل بعلاقة الدين بالسياسة و بالدولة ، ضرورة الفصل بينها ؛ و أولى الاهتزازات و أشنعها في تاريخ الأمة الاسلامية " الفتنة الكبرى " ، المندلعة في عهد آخر الخلفاء الراشدين . و لعل " الفتنة الكبرى " هي ألمع الأمثلة و أكثرها دلالة على التحام المسألة السياسية و مدى ارتباطها بالمسألة الدينية ( الصراع على الحكم ) .
عند انتقاله إلى يثرب ، المدينة الاسلامية الثانية في تاريخ الأمة ، تحول الرسول و دون إرادة معلنة أو مسبقة من نبي إلى رئيس ، إذ انبعثت في عهده نواة دولة جديدة ذات عاصمة و رقعة ترابية و شعب و حكومة و اعتراف خارجي بالدولة الفتية .
و لقد أسس في ظرف جد وجيز مجتمعا متماسكا عقائديا و متكافلا اجتماعيا و متوازنا اقتصاديا ...
لقد ورث عنه الخلفاء الأربع الراشدون غي ذات الوقت القيادة الدينية و القيادة السياسية و العسكرية .
في أوربا العصور الوسطى ، ظلت الدولة و مكوناتها دهرا من الزمن خاضعة تماما لسلطة الكنيسة ، معطلة كل تقدم و مفسدة لكل تطور .
و الفصل بين نفوذ الكنيسة و سلطة الدولة أصبح خلال التاريخ الحديث أكثر من حتمي .
هذا الاحتياج التاريخي المحدث بأوربا فجر القرن 16 ميلادي لا يتصور حدوثه في العالم الاسلامي و يبقى في نظر الاسلام مسألة غير واردة إطلاقا .
انفلاق الدين و الدولة ( و عند الاقتضاء الدين و السياسة ) عندما لا يقع إملاءه من الخارج ، على " شعب القرآن " يظل غير مقنع و غير ممكن الحدوث .